عرض المقال
سيادة الوزير.. من أنت؟
2013-05-29 الأربعاء
توقعت استقالة شاعرنا الكبير الرائد أحمد عبدالمعطى حجازى، قبل أن يخبرنى بصيغتها فى تليفون صباحى يبث التفاؤل، حين تحس بصوت التمرد منطلقاً ممن اقترب من الثمانين وكأنه شاب فى العشرين، رنة صوته المجلجلة تقول لك اليأس الآن رفاهية، وهذه العصابة راحلة راحلة لأن مصر أكبر وأعظم من أن تختطفها عصابة، حتى ولو كانت تنظيماً سرياً عالمياً، توقعت الاستقالة لأن كيمياء التفاعل الإنسانى لا يمكن لمعادلاتها أن تجمع رمزاً عملاقاً مثل حجازى وغيره من مثقفى مصر الكبار إلى جانب وزير لا تاريخ له فى عالم الفكر والثقافة!! تخيلت أنه ستتكون مجموعة اسمها آسفين يا فاروق يا حسنى، شعارها نار فاروق ولا جنة علاء! اختلفت مع وانتقدت شخصياً فاروق حسنى وبشدة فى مواطن ومواقف كثيرة، ولكن على الأقل مهما اختلفت مع أو حول فاروق حسنى إلا أنك فى النهاية أمام فنان تشكيلى له اسم، يمتلك ناصية عدة لغات أجنبية، يفهم يعنى إيه ثقافة فى بلد بحجم مصر، لكننا مع الوزير الجديد نحن أمام صفحة بيضاء من أى إنجاز ثقافى إلا بالطبع مقالته اليتيمة فى جريدة الحرية والعدالة! ماذا يريد وزير الثقافة الجديد؟ أطاح بأحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب ثم المليجى من الفن التشكيلى ثم إيناس عبدالدايم من الأوبرا ثم سال اللعاب على المسرح والسينما، المثقفون ضده، والاستقالات تتوالى والوزير يقف صامداً صامتاً متبعاً شعار لا أسمع لا أرى لا أتكلم لا أهتم، رجاء من الوزير الهمام أن يقول لنا وأن يرد على سؤالنا: من أنت؟ هبطت علينا بالباراشوت وأقل حقوقنا أن نعرف تاريخك الثقافى الذى أهلك لأن تجلس على هذا الكرسى، هل من حقك أن تجلس على نفس الكرسى الذى جلس عليه ثروت عكاشة؟ اذهب إلى أقرب مكتبة لترى وتعرف كم موسوعة فنية أنجزها هذا الرجل، تعرف على كم كتابا ترجمه ثروت عكاشة وقبلها اذهب لمكتبته لتشاهد وتتعلم وتعرف كم كتاباً قرأ عكاشة؟ وكم مشروعاً ثقافياً أنجز؟ قبل اختراع وزارة الثقافة كان هناك وزير تعليم اسمه طه حسين أمام استنارة العقل فى العصر الحديث كان أعمى قادنا إلى النور فهل سيقودنا المبصر إلى هوة الظلام؟!